الأحد، 3 يوليو 2011

مرايتى يا مرايتى


 ما بينَ وجهى والمرآةِ وردٌ يومى .. أتَفَقّدُهُ كلَّ صباحٍ _لا من بابِ الأنوثةِ المفرَطَة _

 وإنما أتفقدُ أسواطَ الزمنِ وهداياهُ فى صندوقِ بريدٍ يدعى الأيامْ ..

أجدُ ثنايا مجعدةً قد خلَّفَتْهَا السنون وقدْ فَلَحَتْ أن تَجْعَلَها فى بريدى طردًا عاجلا

 استغرقَ أقلَّ من عِشْرِينَ عامًا كى يكونَ بين يدى , وهى التى ما رأيتُ 

ساعيًا إلا وتثاقَلَتْ أقدامُه فى إيصالِه لخمسينَ عامًا أو يزيد ..

تلكَ التجاعيدُ الذابلةُ أومأتْ لخطوطِ الشفاهِ أن تنَزَوِى مثلَهَا ففَعَلَتْ ..

هُنَاكَ فى ذاك السوادِ ينْبُتُ فرعٌ بِلا صِبْغٍ يزداد ارتفاعًا كلما انتشرَ الشحُوبُ

 فى صحراءِ بشرةٍ قمحيةِ اللون تُذكِّرُنى برِمالِ الأسْفارِ والقِفارِ ..

حين يدبُّ الخَوْفُ على مستعمراتِ البشرِ فيُحِيلُها فضَاءً مذعورًا.

قلّما أنظرُ بداخلِ تلكَ البؤرتينِ المطمَسَتَينْ .. كلتَاهُما كبُلُّورةِ الساحرِ تعكسُ 

ماضٍ وآتٍ وما يكونْ ، أكتشفُ فى انعكاسِها بصيصًا من الضوءِ ولم تنبئْنى 

بعدُ لأىٍّ من الثلاثةِ أزمانٍ ينتمى هذا البريقُ.

وافرُ الشكرِ لمرآتى أنها لا تخدعنى وإنما أنا أخدعُ ذاتى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلامى معاك هنا يا حضرة :D